تعرف على التمورالسعودية التي تعد من أهم المحاصيل الزراعية في المملكة العربية السعودية، وتعتبرمن التراث الثقافي والاقتصادي للبلاد. تتميز السعودية بتنوع أنواع التمور وجودتها العالية، مما يجعلها من أبرز الدول المنتجة والمصدرة لهذه الفاكهة اللذيذة.
يُعتبر قطاع النخيل والتمور في المملكة العربية السعودية من أبرز القطاعات التي تساهم في تنويع مصادر الدخل وتعزيز الناتج المحلي الإجمالي. من خلال تنمية الإيرادات غير النفطية، يسهم هذا القطاع في تحفيز منظومة التصدير الوطنية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. هذه الرؤية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال استغلال الموارد الطبيعية بشكل فعال.
تعرف على التمورالسعودية: أهم الأنواع
تشتهر السعودية بعدد من الأنواع المميزة من التمور، ومن أبرزها:
1. السكري: يُعتبر من أشهر الأنواع، ويتميز بمذاقه الحلو وقوامه الطري.
2. الخلاص: يتميز بلونه الذهبي ومذاقه الفريد، ويُعتبر من الأنواع المفضلة لدى الكثيرين.
3. البرحي: يُعرف بلونه الأصفر ومذاقه الحلو، ويُستهلك طازجًا أو مجففًا.
4. الصفاوي: يتميز بحجمه الكبير ومذاقه الغني، ويُستخدم في العديد من الأطباق التقليدية.
الإنتاج والمحافظات
في أنتاج التمور السعودية، نجد أن كل منطقة تتمتع بخصائص وميزات نسبية تتعلق بإمكاناتها وأنواع تمورها، حيث تتميز الأحساء بالعديد من الخصائص الفريدة في صناعة التمور.
تُنتج المملكة العربية السعودية كميات كبيرة من التمور، حيث تُعتبر منطقة الأحساء من أبرز المناطق المنتجة، تليها مناطق القصيم والمدينة المنورة. تُساهم هذه المناطق بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتلبية احتياجات السوق المحلي، بالإضافة إلى تصدير كميات كبيرة إلى الأسواق العالمية.
اقرأ أيضا تجربة الامارات العربية المتحدة في مجال الزراعة الذكية والمبتكرة

تعرف على التمورالسعودية: التصدير
تُعتبر السعودية من أكبر الدول المصدرة للتمور، حيث تُصدر كميات كبيرة إلى دول الخليج العربي وأوروبا وآسيا. تسعى المملكة إلى تعزيز صادراتها من التمور من خلال تحسين جودة الإنتاج وتطوير أساليب التعبئة والتغليف، مما يسهم في زيادة الطلب على التمور السعودية في الأسواق العالمية.
وفيما يتعلق بصادرات المملكة من التمور ومنتجاتها، فقد شهدت ارتفاعًا خلال الربع الأول من عام 2023، حيث تجاوزت قيمتها 566 مليون ريال، بزيادة قدرها 2.5% مقارنة بالربع الأول من عام 2022. وقد شكلت التمور المكنوزة والطازجة 77% من إجمالي الصادرات، بينما كانت الصناعات التحويلية تمثل 23%. ووفقًا للإحصائيات، شملت صادرات التمور السعودية 111 دولة حول العالم، حيث تصدرت الصين قائمة الدول التي شهدت ارتفاعًا في قيمة الصادرات إليها، بمبلغ بلغ 7.654.212 ريال.
اطلع ايضا على انتاج الزيتون في تونس
تعرف على التمورالسعودية: تزايد أعداد النخيل المزروعة في المملكة
تتزايد أعداد النخيل المزروعة في المملكة، حيث تُنتج مئات الآلاف من الأطنان من التمور سنويًا. يُعتبر هذا الإنتاج مصدر فخر واعتزاز، حيث تم اختيار النخلة كمكون رئيسي لشعار المملكة، مما يعكس أهمية هذا النبات في الثقافة والتراث السعودي. كما يُعتبر التمر من أبرز مكونات الوجبات في الضيافة السعودية اليومية، حيث يُقدّم كأرقى ما يُقدّم للضيوف، مما يعكس كرم الضيافة والتقاليد العريقة للمملكة.
رغم النجاح الكبير في إنتاج التمور، تواجه المملكة تحديات كبيرة بسبب الجفاف وتغير المناخ. تؤثر هذه العوامل بشكل مباشر على إنتاجية النخيل، مما يستدعي اتخاذ تدابير فعالة لمواجهة هذه التحديات. تعمل الحكومة السعودية على تنفيذ مشاريع للري المستدام وتحسين تقنيات الزراعة، بهدف الحفاظ على هذه الثروة الزراعية الهامة.
المركز الوطني للنخيل والتمور
تعرف على التمورالسعودية مع اقتراب شهر رمضان المبارك من خلال المركز الوطني للنخيل والتمورالذي تم انشاؤه بموجب المرسوم الملكي رقم (42649) بتاريخ 29/9/1432هـ، بهدف تأسيس مركز متقدم يساهم في تطوير قطاع النخيل والتمور. يُعتبر هذا المركز خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة النخيل والتمور في المملكة، حيث يعمل على تقديم الدعم الفني والبحثي للمزارعين والمستثمرين في هذا القطاع الحيوي.
يشير المركز إلى أن الجهود المبذولة تركزت على تعزيز التعاون بين الشركات الوطنية والجهات الحكومية المعنية، بالإضافة إلى منتجي ومصدري التمور، بهدف تسهيل إجراءات التصدير وتطوير سلاسل القيمة، وتحسين جودة الإنتاج وكميته، وزيادة كفاءة تسويق التمور وتشجيع الاستثمار. كما أوضح المركز أن ما تم تحقيقه يعكس اهتمام القيادة الرشيدة في تعزيز الإيرادات غير النفطية وتطوير منظومة العمل في زراعة وتحسين إنتاج النخيل، مع التأكيد على الدور الريادي للشركاء، وفي مقدمتهم المزارعين.
بفضل الجهود المبذولة من المركز الوطني للنخيل والتمور، يُتوقع أن يشهد هذا القطاع مزيدًا من التطور والنمو، مما سيساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.
يُعنى المركز بتوفير المعلومات والبيانات اللازمة لجميع المهتمين، مما يسهل التواصل بين المزارعين والجهات الحكومية والبحثية. كما يسعى المركز إلى تعزيز الابتكار والتكنولوجيا في زراعة النخيل وإنتاج التمور، مما يساهم في تحسين جودة المنتجات وزيادة كفاءتها.
تداريب وورشات في خدمة التمور السعودية
أطلق المركز الوطني للنخيل والتمور أول منصة وطنية متخصصة في التدريب الإلكتروني، تهدف إلى دعم وتعزيز قدرات ومهارات القوى العاملة من أصحاب المزارع والفنيين والمهندسين والمزارعين. تسعى هذه المنصة إلى إثراء خبراتهم من خلال إضافة مهارات ومعرفة متخصصة تدعم رسالة المركز في تحقيق الكفاءة الإنتاجية وتعزيز سمعة وجودة استهلاك التمور السعودية على الصعيدين المحلي والعالمي.
و ينظم المركز الوطني للنخيل والتمور ورشات عمل تهدف إلى تبادل التجارب الغنية في زراعة أصناف النخيل بما يتماشى مع متطلبات الأسواق المحلية والدولية. وتشمل الورشات تجارب التصدير إلى الأسواق العالمية من قبل أبرز المصدرين، بالإضافة إلى عرض قصص نجاح بعض الجمعيات التعاونية في هذا القطاع، وعرض لمجموعة متنوعة من منتجات الصناعات التحويلية المتطورة من التمور.
خلاصة
تأتي هذه الورشات في إطار الجهود المبذولة لتجاوز التحديات التي تواجه قطاع النخيل والتمور في محافظة الأحساء، وتهدف إلى طرح حلول شاملة في سلسلة القيمة الكاملة، واستغلال الفرص والموارد المتاحة لتعزيز وتطوير هذا القطاع في المملكة. ويشارك في الورشات مزارعو وتجار التمور من مختلف أنحاء المملكة، بالإضافة إلى كبار المستوردين من دولة الإمارات العربية المتحدة، والجهات الحكومية المعنية، والهيئات الاستشارية، والهيئة الملكية للعلا.
تظل التمور السعودية رمزًا للغنى الزراعي والتراث الثقافي، ومع التحديات التي تواجهها، يبقى الأمل في الابتكار والتطوير لضمان استدامة هذا القطاع الحيوي. إن تعزيز الإنتاج والتصدير، مع مراعاة التحديات البيئية، سيساهم في تعزيز مكانة المملكة كأحد أبرز منتجي التمور في العالم.