في إطار سعيه لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي، أطلق المغرب مخطط المغرب الأخضر 2025، الذي يهدف إلى تحديث القطاع الزراعي وتحسين الإنتاجية. مع حلول سنة 2025، يبرز هذا المخطط كأحد المشاريع الاستراتيجية التي تسعى المملكة إلى تنفيذها لتحقيق أهدافها الزراعية والبيئية.
ما هو مخطط المغرب الأخضر 2025
يعد هذا المخطط استراتيجية وطنية تم إطلاقها في عام 2008، وتهدف إلى تحويل القطاع الزراعي المغربي إلى قطاع حديث ومنافس. يتضمن المخطط مجموعة من البرامج والمشاريع التي تركز على تحسين الإنتاجية الزراعية، وتعزيز القيمة المضافة، وتطوير سلاسل الإنتاج. ومن المتوقع أن يستمر هذا المخطط حتى عام 2025، حيث يتم التركيز على تحقيق نتائج ملموسة في مختلف المجالات الزراعية.
أهداف مخطط المغرب الأخضر
يمثل هذا المشروع الاستراتيجي خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة في القطاع الزراعي. من خلال التركيز على الابتكار والتكنولوجيا، يسعى المغرب إلى تعزيز قدرته على مواجهة التحديات الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي. مع حلولسنة 2025، يبقى الأمل معقودًا على تحقيق الأهداف المحددة وتحسين جودة الحياة للمواطنين في جميع أنحاء المملكة.
- 1. زيادة الإنتاجية: يسعى المخطط إلى زيادة الإنتاجية الزراعية بنسبة 50% بحلول عام 2025، من خلال تحسين تقنيات الزراعة وتبني أساليب جديدة.
- 2. تحسين الأمن الغذائي: يهدف المخطط إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات الزراعية الأساسية، مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي للمواطنين.
- 3. التنمية المستدامة: يركز المخطط على تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، بما في ذلك استخدام الموارد المائية بشكل فعال والحفاظ على التنوع البيولوجي.
- 4. تطوير المناطق القروية: يسعى المخطط إلى تحسين الظروف المعيشية في المناطق القروية من خلال توفير فرص العمل وتعزيز البنية التحتية.
مخطط المغرب الأخضر 2025 : الإحصائيات
– وفقًا للتقارير الرسمية، تم تحقيق زيادة بنسبة 30% في الإنتاج الزراعي منذ بدء المخطط، مع توقعات بزيادة إضافية تصل إلى 20% بحلول عام 2025.
– تم إنشاء أكثر من 1.5 مليون هكتار من الأراضي الزراعية الجديدة، مما ساهم في زيادة المساحات المزروعة.
– تم توفير أكثر من 200,000 فرصة عمل جديدة في القطاع الزراعي، مما يعكس تأثير المخطط على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
مخطط المغرب الاخضر 2025 : استراتيجية “الجيل الأخضر 2020 – 2030
ان استراتيجية “الجيل الأخضر 2020 – 2030” مستلهمة من التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتهدف إلى إطلاق جيل جديد من المخططات الاستراتيجية القطاعية. تتضمن هذه الرؤية الجديدة للقطاع الفلاحي مزيجًا من الطموح الكبير والعقلانية وقابلية التحقيق، وتنسجم مع باقي الأوراش المهيكلة التي أطلقها جلالته. في هذا الإطار، يتجلى التكامل بين البرامج المختلفة، مثل المخطط الوطني للماء، وبرنامج دعم وتمويل المقاولات، وخارطة الطريق لتطوير التكوين المهني.
تعتبر استراتيجية “الجيل الأخضر 2020 – 2030” نتيجة لمكتسبات الخطط السابق، الذي حقق نتائج ملحوظة في مجال نمو واستدامة القطاع الفلاحي. وقد خضع هذا المخطط لتقييم دقيق بمساهمة التنظيمات الفلاحية البيمهنية والغرف الفلاحية الجهوية. وقد أظهر فحص المكتسبات المحققة منذ عام 2008، سواء على مستوى سلاسل الإنتاج أو الجهات أو الأوراش الأفقية، جوانب التطوير التي ستساهم في الارتقاء بالتنمية الفلاحية إلى مستوى جديد.
تضع استراتيجية “الجيل الأخضر 2020 – 2030” العنصر البشري في قلب اهتماماتها، وتهدف إلى تعزيز الطبقة الوسطى الفلاحية وضمان استقرارها. كما تشكل استدامة التنمية الفلاحية الركيزة الثانية لهذه الرؤية، التي تسعى إلى مضاعفة الناتج الداخلي الخام الفلاحي وزيادة الصادرات. لتحقيق هذا الطموح، الذي يعتمد على مقاربة مقاولاتية، يتم تمكين الفاعلين في القطاع من مسؤوليات أكبر واستقلالية أكبر من أجل إدارة فعالة للموارد العمومية.
اطلع ايضا على فرص وتحديات الزراعة في مصر
الدعم الفلاحي في تونس سنة 2025
الجيل الاخضر والتنمية القروية
يرى الخبراء أن الرؤية الجديدة للقطاع الفلاحي المعروفة بـ “الجيل الأخضر” تسعى إلى تحسين ظروف المعيشة والاستقرار في المناطق القروية، وتعزيز فرص العمل، خاصة بين الشباب، بالإضافة إلى العمل على ظهور طبقة متوسطة فلاحية. يتم تحقيق هذه الأهداف من خلال أربعة محاور رئيسية، حيث تهدف إلى تمكين 400 ألف أسرة من الانضمام إلى الطبقة المتوسطة الفلاحية، ومساعدة 690 ألف أسرة أخرى على الاستمرار في هذه الطبقة. كما تهدف إلى خلق جيل جديد من رواد الأعمال الشباب من خلال استغلال 1 مليون هكتار، وتوفير التغطية الصحية لحوالي 3 مليون فلاح.
يشمل هذا الجانب أيضًا حسب معطيات وزارة الفلاحة المغربية توفير فرص عمل لـ 350 ألف شاب وتدريب 150 ألف آخرين في مجالات الخدمات الفلاحية وشبه الفلاحية. كما تهدف هذه الرؤية إلى تعزيز تنظيم الفلاحين من خلال إنشاء جيل جديد من التنظيمات الفلاحية المبتكرة، مما يرفع مستوى تنظيم الفلاحين خمس مرات ويعزز دور الهيئات البيمهنية الفلاحية. بالإضافة إلى ذلك، يركز هذا المحور الأساسي على متابعة تأهيل الفلاحين وتطوير مهاراتهم من خلال آليات دعم جديدة، مما يتيح ربط 2 مليون فلاح بمنصات الخدمات الرقمية وتكوين 5000 مستشار فلاحي خاص لدعم الفلاحين.
مخطط الجيل الاخضر وتنمية الفلاحة
تتعلق الركيزة الثانية لمخطط “الجيل الأخضر” بالعنصر البشري، حيث تهدف إلى ضمان استمرارية دينامية التنمية الفلاحية. ويتطلب ذلك اتخاذ تدابير خاصة على مستوى سلاسل الإنتاج ومسالك التسويق، بالإضافة إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية في ظل التغيرات المناخية. في هذا الإطار، سيتم تعزيز السلاسل الفلاحية بهدف مضاعفة الناتج الخام الداخلي الفلاحي والصادرات، مع التركيز على تثمين جزء كبير من الإنتاج وتحسين وتحديث مسالك توزيع المنتجات الفلاحية. كما سيتم تخصيص جهد كبير لتحسين الجودة وتعزيز القدرة على الابتكار، إلى جانب إرساء فلاحة مستدامة من خلال تعزيز النجاعة المائية وحماية التربة الزراعية، ومواكبة الفلاحين في الانتقال نحو الطاقات المتجددة.
